U3F1ZWV6ZTM2OTAzOTA2MzQ1ODYwX0ZyZWUyMzI4MjE3NTIzNTUyOA==

الفلاحة وعلاقتها بالتغيرات المناخية بإقليم سيدي سليمان


تعتبر الفلاحة من أقدم الأنشطة البشرية و أكثرها انتشارا لما لها من دور في الإستقرار البشري والتطور الإقتصادي المحلي ، فجماعة بومعيز بحكم موقعها الجغرافي في إطار الوحدة السهلية فهي تتميز بظروف ملائمة لاعتماد الفلاحة كركيزة أساسية ، لكن الفلاحة لم تبقى المورد الوحيد للمنطقة بل انفتح المواطن على بدائل أخرى كتربية المواشي و النحل....إما في إطار عمل فردي أو تحت لواء جمعيات المجتمع المدني، لكن رغم الأهمية الإقتصادية للفلاحة تبقى تعاني من مجموعة من الإكراهات ،لاسيما المرتبطة بتواثر فترات الجفاف أو الفيضانات خلال السنوات الرطبة ، و هذا مايفسر في إطار المنتظم الدولي بالتغيرات المناخية ، مما يفرض إعتماد مجموعة من التدابير الإحترازية من أجل التأقلم مع هذه الظرفية المناخية الكونية.

تنتمي جماعة بومعيز إلى سهل الغرب، فهو سهل تهدلي خضع لدينامية تطورية على المستوى الجيولوجي و على مستوى التربة، بإعتباره مجال استقبال مختلف الرواسب و المواد القادمة من العالية خصوصا مقدمة الريف الغربي.
حسب التقسيم الجهوي الجديد ،فجماعة بومعيز تنتمي إلى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، يحدها شمالا جماعة المساعدة و جنوبا جماعة سيدي سليمان و جماعة اولاد بنحمادي،و غربا جماعة الصفافعة –دار العسلوجي إقليم سيدي سليمان، و شرقا أولاد بن حمادي.[1]
الإشكالية:
لن يختلف إثنان على أن التغيرات المناخية من المواضيع التي إستأثرت بإهتمام مختلف الباحثين والمتخصصين لما لها  من تأثير على  مختلف عناصر المنظومة الطبيعية والبيئية ,ارتباطا بموضوع بحثنا نجد على أن  التغيرات المناخية لها تأثير مباشر على القطاع الفلاحي بالمجال المدروس، هذا التأثير هو إمتداد لتداخل ميكنيزمات طبيعية خاصة الحرارة و التساقطات وتراجعهما كما وكيفا، لنخلص إلى الإشكالية المركزية كيف تؤثر التغيرات المناخية على الفلاحة ؟وما هي الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية لهذا التأثير؟ وما هي التدابير المتخدة من طرف الدولة وأشكال التأقلم المعتمدة لتخفيف من حدة التأثير المباشر لهذه الظاهرة؟
دوافع اخيار موضوع البحث
دوافع اختيارنا لهذا الموضوع راجع بالاساس بكوننا ننتمي الى مدينة سيدي سليمان و مجال الدراسة تابع لإقليمها وكذلك الى رغبة اختيار هذا الموضوع راجع بالأساس إلى الرغبة النفسية والذاتية ، وإلى مجموعة من التراكمات العلمية التي حاولنا جاهدين بلورتها في موضوعنا هذا، بالإضافة إلى الأهمية القصوى التي تحتلها الفلاحة على المستوى العالمي عامة والوطني خاصة. إلا أن الأهمية الكبرى لهذا الموضوع تكمن في رغبة تحصيل المزيد من المعرفة والمعلومات عن طريق دراسة إشكالية المنطقة ومحاولة المساهمة بها في الساحة العلمية ولو بشكل نسبي. فقلة الدراسات المتعلقة بهذا الجانب،و كذا القيمة العلمية للموضوع كونه محط اهتمام من طرف الباحثين هي الاخرى كانت من اسباب اختيار الموضوع.
منهجية البحث     
       لقد ركزنا في هذا البحث على منهجية علمية متنوعة ساعدتنا  في الإجابة  على الإشكالية المطروحة :
_اعتماد المنهج التحليلي كوسيلة لاستنباط المعطيات من العام إلى الخاص .
_ المنهج لاستقرائي وذلك بالإعتماد على الملاحظة عبر الانطلاق من الجزئيات الظاهرة للوصول إلى مضمونها.
الاعتماد على المنهج الوصفي لرصد بعض الظواهر التي يعرفها المجال .
إن منهجية البحث هاته تتطلب الاعتماد على مجموعة من التقنيات والوسائل .
- العمل البيبليوغرافي        
       للإحاطة بموضوع البحث، شكل العمل البيبليوغرافي مرحلة أساسية من مراحل إنجاز هذا العمل ، إذ ركزنا خلال هذه المرحلة على مجموعة من الكتب والمقالات المتعلقة
بالفلاحة وعلاقتها بالتغيرات المناخية كما نضيف في هذا الإحصاءات المرتبطة بالمناخ (الحرارة،والتساقطات،الصبيب...)
 كما اعتمدنا في هذا البحث على مجموعة من المؤسسات :
المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بالغرب ( القنيطرة ، سيدي سليمان )
الوكالة الحضرية بالقنيطرة
مصلحة المياه بالقنيطرة
مندوبية السامية للتخطيط بالقنيطرة
عمالة القنيطرة-سيدي سليمان
مختبر التربة للنباتات التابع للمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي
ومن الصعوبات التي واجهتنا في انجاز هذا الموضوع هي نذرة المراجع، نظرا لقلة الدراسات التي أنجزت حول التغيرات المناخية وعلاقتها بالفلاحة وقدم المعطيات الخاصة بشق الحرارة والتساقطات واجهتنا كذلك صعوبات في الحصول على المعلومات من بينها تحفض ورفض  بعض المؤسسات تزويدنا بالمعلومات المتعلقة بالموضوع، ونظرا لكون موضوع التغيرات المناخية من مواضيع الساعة  ولازال حيز الدراسة هذا ما خلق لنا صعوبات في الحصول على المعطيات العلمية التي تفيدنا في بحثنا.
الفصل الأول: يتعلق الأمر في هذا الفصل بدراسة المؤهلات الطبيعية والخصائص الديمغرافية والأنشطة سوسيو ثقافية،هذا من جهة ومن جهة اخرى إبراز مدى ملائمة الظروف الطبيعية في تحسن الوضعية الفلاحية.
الفصل الثاني: خلال هذا الفصل ثم إبراز دور الفلاحة في الجماعة وذلك من خلال تحديد القطاعات الإنتاجية وانواع الزراعات السائدة.
الفصل الثالث: من خلال هذا الفصل ثم تحديد العلاقة بين الفلاحة و التغيرات المناخية بالإضافة إلى الحلول والتدابير المتخدة في القطاع الفلاحي من طرف الدولة للتكيف مع ضروف المناخية الحالية.



الفصل الأول:
المؤهلات الطبيعية والبشرية

 


مقدمة الفصل الأول

تعد المؤهلات الطبيعية والبشرية  من أهم الركائز التي تنبني عليها أي دراسة للمجال الجغرافي،  فالجماعة هي مجال جغرافي يتميز بمؤهلات ترتبط بالإطار الطبيعي ، المكون من عدة عناصر طبوغرافية و جيولوجية و مناخية وغيرها، تعمل هذه المؤهلات على تطوير القطاع الفلاحي والرفع من المردودية والجودة ‘ إلى جانب المؤهلات البشرية المتنوعة كذلك.

-Iالمؤهلات الطبيعية :

تتوفر الجماعة على ثروات طبيعية هائلة, الأمر الذي يجعل منها منطقة ذات مؤهلات زراعية و رعوية   وتوجد بها موارد مائية مهمة سواء باطنية أو سطحية, بالإضافة إلى تربة  خصبة ومتنوعة.

المؤهلات الطبوغرافية و الجيولوجية:

أ-الطبوغرافية والهيدروغرافية:
ينتمي إقليم سيدي سليمان إلى سهل الغرب ،ونظرا لطبيعته السهلية حيث أنه يتكون من 94 %هي أراضي منبسطة مقابل  5%  هي عبارة عن مرتفعات[2]،هو سهل جد منخفض حيث يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 40 متر، منطقة بومعيز عبارة عن منطقة سهلية يطغى عليها الإنبساط التام %100.[3]
 كما يخترق الجماعة وادي بهت القادم من جبال الأطلس المتوسط،يعتبر ثاني واد مهم ، منبعه الأطلس المتوسط يصب في واد سبو بمنطقة المكرن، واد بهت هو حوض تقدر مساحته بحوالي 4500 كلم2، وهو أحد روافد نهر سبو يساهم في مدار السقي القروي بالجماعة ، وتصل مساحة هذا الأخير إلى 000. 30 هكتار.
          
الشكل رقم 2: خريطة طبوغرافية لجماعة بومعيز إقليم سيدي سليمان
نقط الارتفاع وخطوط التسوية عنصران أساسيان في التحليل الطبوغرافي حيث من خلال الملاحظة الأولية للخريطة الطبوغرافية لجماعة بومعيز ذات المقياس 1/50000 نلاحظ على أن خطوط التسوية هي جد متباعدة و الإنحذرات ضعيفة و نقط الارتفاع لا تتعدى في أحسن الأحول 36 متر كما ان الإرتفاعات النسبية (الفارق بين القمة و السليل ) ضعيف ، اما الشبكة الهيدروغرافية بالمنطقة غير متعمقة و الجريان السطحي بطيئ ، إذن كل هذه المؤشرات تدل على أن جماعة بومعيز هي عبارة عن منطقة سهلية.
ب- الجيولوجية
ينتمي إقليم سيدي سليمان إلى سهل الغرب الذي يعتبر سهلا تهدليا, شكل عبر مراحل تطوره الجيولوجي جزءا من الأخدود الجنوبي الريفي، ويحتل السهل موقعا وسطا بين مجموعة من الوحدات البنيوية الكبرى، من الشمال مقدمة الريف بتكويناتها الميو بليوسينية، ومن الجنوب القاعدة القديمة لهضبة معمورة تغلفها تكوينات البليورباعي، ومن الشرق نجد تجاعيد مقدمة الريف حيث الظهورات الصخرية الصلصالية الميوسينية اللاحقة للزحف، بينما غربا يمتد المركب الكتيبي الذي يعود إلى الرباعي الأوسط والحديث، أما في الشمال الغربي فتنتشر مواد الفيلافرنشي التي تغلف تلال  للازهرة.

المناخ:

إن مناخ إقليم سيدي سليمان (جماعة  بومعيز)هو مناخ رطب متوسطي يتأثر بمؤثرات بحرية كما تسوده رياح غربية نظرا لموقعه الجغرافي و على المحيط الأطلنتي هومناخ يتميز بشتاء دافئ ومطير   وصيف حار وجاف.

التساقطات
تعتبر التساقطات عنصرا مهما من عناصر المناخ فدراستها هي دراسة أساسية لما لها من تأثير على المجال الفلاحي و كذا الموارد المائية ، ويترواح معدل التساقطات بالجماعة مابين 400 و 450 ملم في السنوات المطيرة العادية[4].
ب- الحرارة
تعتبر الحرارة عنصرا مهما لما لها من دور في دراسة المناخ لتكتسي أهمية كبرى لأنها تتحكم في عمليات التبخر والتساقط، يسمح قياس الحرارة بتحديد درجة حرارة الهواء بمنطقة ما  في وقت محدود ومدى التغيرات التي قد تطرأ عليها خلال فترة زمنية معينة،إضافة إنها تعد عاملا أساسيا في المجال الفلاحي. حيث تسجل فيه متوسطا حراريا يصل إلى 27,1°C ،أما بالنسبة للحرارة الدنيا فهي تصل إلى 12,3[5].
ج- الرياح
تسود بالجماعة نوعان من الرياح:
الرياح الغربية : هي رياح رطبة قادمة من الغرب نظرا لأن الجماعة لا تبعد عن الساحل الأطلنتي، مما يجعلها تتأثر بالمؤثرات هذا المحيط، وهي رياح تكون محملة ببخار الماء مسؤولة عن التساقطات
خلال فصلي الشتاء والربيع .
الرياح الشرقية:هي رياح آتية من الجنوب الشرقي محملة بهواء حار وجاف تهب في فصل الصيف خاصة في شهري يوليوز وغشت ولها آثار سلبية على المنظومة الفلاحية بالمجال.

التربة:

التربة هي حاصل تفسخي للمساكات العلوية من الأرض التي تتعرض لعوامل التعرية ، وتعتبر التربة القاعدة الأساسية التي ينمو فوقها الغطاء النباتي كما تعد الرأسمال[6]. الحقيقي لكل المشاريع التنموية وخاصة في القطاع الفلاحي.
      تتميز الجماعة  بتربة خصبة ومتنوعة نسبها متفاوتة تتمثل: في الدهس 51%، الترس 30%، الرمل 11%، الفرشاش 5%، الحمري3%.[7]  
الشكل رقم 1:أصناف التربة بالجماعة بومعيز
تربة الدهس
     لا يدخل الطين في تكوينه إلا بنسبة 20%، وتتميز بالعمق وبقوة المسامية. هي تربة تجف بسرعة وقليلا ما تكون مالحة وهاته العوامل الملائمة تجعلها أجود تربة لقيام زراعة كثيفة ومسقية خاصة الزراعات الشجرية والأغراس.
تربة الترس
     تتميز هذه التربة بنسبة طين عالية وتشققها المفرط في فترة الجفاف، كما أنها تتوفر على نسبة  مهمة من المواد العضوية والمعدنية ، لكنها بالمقابل تتميز بنفادية ضعيفة للمياه كما تصعب عمليات الحرث والإشتغال على التربة عندما تكون مبللة، وهي صعبة التدبير في السقي، كما أنها غير ملائمة للأشجار المثمرة، لكنها بالمقابل تلائم الذرة، والقمح، والعديد من الخضروات، وقصب السكر، والأرز.
تربة الرمل
هي تربة متطورة تتميز بتركيبها الحبيبي خاصة عندما تكون مبللة، كما أن المادة العضوية بها ضعيفة، ويتناسب هذا النوع من التربة  مع بعض الأصناف الزراعية  كالزراعات الربيعية والخضروات والذرة  ويمكنها أن تحقق مردودية عالية.
تربة الفرشاش
هي تربة  ذات لون رمادي، تتميز بكونها جد متطورة وهي ترتكز أساسا على رواسب كلسيه تتطلب كميات كبيرة من المياه كما أنها لاتتلائم مع جميع الزراعات.
تربة الحمري
     هي ذات لون أحمر إلى بني تتميز بالتوازن فيما بينها وبتخزينها لكميات من الماء ولكن تبقى قدرتها على الامتصاص جد ضعيفة.
الجدول رقم 1: أنواع التربة بجماعة بومعيز(بهكتار)
الجماعة
الدهس
الترس
الفرشاش
الرمل
الحمري
المجموع
بومعيز
3315
1950
325
715
195
6500
        المصدر :المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي

4-  الغطاء الغابوي:
 يعتبرالغطاء الغابوي عنصرا إيجابيا وعاملا رئسيا لتوازن المنظومة البيئة،تحتل الغابة مكانة متميزة بالجماعة بمساحة تقدر ب 2400 هكتار[8].إضافة إلى أنها ذات موارد إقتصادية هامة ويوفر مناصب شغل ومداخيل لسكان المنطقة .

المغروسات:
الأوكالبتوس
هو من المغروسات الدخيلة على البيئة المغربية يتميز بظروف حمضية قوية لا تسمح بنمو الغطاء العشبي بجوانبه و بالتالي فأهميته الإقتصادية هي أكثر من أهميته الطبيعية خصوصا في حماية التربة من خطر الإنجراف وتكوين الأنفوضة اللازمة للخصوبة . و يتواجد هذا النوع من المغروسات بجماعة بومعيز في إطار عملية التشجير الذي شمل مجموعة مناطق سهل الغرب حيث يستعمل في صناعة الورق بالمعمل الموجود بسيدي يحيى الغرب.
شجرة الزيتون
 من الأشجار المعمرة و تعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية و بيئية ، لها القدرة على الصمود في ظروف بيئية قاصية يناسب زراعتها المناخ المعتدل الحار، و يلعب قطاع الزيتون أدوار متعددة و مختلفة في جماعة بومعيز و يساهم بانتفاع الساكنة من هذه الثروة الطبيعية دون أن ننسى الدور الإيكولوجي الذي يتمثل في حماية التربة من الاصطدام المباشر بالقطرات المطرية و بالتالي حمايتها من الانجراف.
5-الهيدروجيولوجية:
أ-الموارد المائية السطحية
نقصد بالمياه السطحية هي تلك الشبكة الهيدروغرافية والمسطحات المائية والبحرية، يعتبرواد بهت أحد الأودية  الرئيسية بالجماعة . يمتد طوله على 325 كلم ،وتقدر مساحته ب 4500 كلم مربع[9]،  بينما نجد صبيبه يتباين من سنة لأخرى كما هو مبين في الجدول التالي :







الجدول رقم 2: الصبيب العام و متوسط الصبيب بمتر المكعب/الثانية لواد بهت .

السنوات
الصبيب العام  بمتر
مكعب/الثانية
متوسط الصبيب بمتر       مكعب/الثانية
2009
300
150
2010
350
160
2011
260
140
2012
190
110
2013
185
98
2014
130
85
2015
85
36
                                                                             المصدر: مصلحة المياه بالقنيطرة
من خلال الجدول نستنتج أن ما بين سنة 2009 و 2010 نلاحظ ان الصبيب العام قد عرف تزايدا ملحوظا، لكن من سنة 2011 إلى سنة 2016 عرف الصبيب تراجعا ملحوظا نفس الملاحظة بالنسبة لمتوسط الصبيب العام ، هذا يفسر بتراجع كمية التساقطات و كذا ارتفاع حدة التشميس مما ساهم في تبخر المسطحات المائية و تراجع دينامية الجريان .
ب-المياه الباطنية
يتوفر سهل الغرب على فرشة المائية نظرا لكميات الأمطار المهمة التي تتلقاها المنطقة خاصة في السنوات الأخيرة وكذلك طبيعة الصخور النافدة التي تسمح بتسرب المياه إلى باطن الأرض.
- فرشـة الغـرب:[10]
تمتد هذه الفرشة المائية على حوالي 4000 كلم²، تقع في وسط السهل و تتكون من مستويين، مستوى عميق يتكون من البقايا الرملية والصلصالية والمستوى الثاني أقل عمقا و أقل أهمية. و تتغذى هذه الفرشة بمياه الأمطار بنسبة 126 ملم³ في السنة، وتبلغ الكميات المستغلة من مياه هذه الفرشة 125 ملم³ في السنة من خلال ضخ مياه السقي وتزويد المراكز بالماء الصالح للشرب ونسبة التصريف في الأودية و البحر.
و كخلاصة أولية للمؤهلات لجماعة بومعيز نستنتج أن الجماعة تعرف ظروف طبيعية ملائمة و مهمة من تساقطات و موارد مائية و مجالات رعوية و تربة خصبة كل هذه الظروف تساهم بالملموس في تطور القطاع الفلاحي و بالتالي استقرار بشري.

II-المؤهلات البشرية :

الإنسان هو محور كل تنمية[11]،  و تطور أي مجال هو رهين بالإستقرار البشري و عليه فجماعة بومعيز ارتباط بالظروف المناخية الملائمة و التنمية المحلية المرتبطة بإنعكاس الفلاحة  اقتصاديا الشيء الذي ساهم بتركز سكاني مهم و ذلك بارز من خلال الإحصاءات الرسمية .

السكان:

جماعة بومعيز كباقي المجالات القروية المغربية تعرف تهميشا كبيرا و كذا تأخر على مستوى البنية التحتية إضافة إلى مجموعة من المشاكل الإجتماعية خصوصا ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب ،هذه العوامل ساهمت في بروز الهجرة القروية المكثفة في صفوف الفئة النشيطة بحثا عن ظروف عيش كريمة و مستقرة، و هذا ما تؤكده الإحصاءات الرسمية للدولة حيث نجد أن سنة 2004 كان عدد السكان بالجماعة 20419 نسمة ، لكن في الإحصاء الأخير وصل عدد السكان إلى 19681 و هذا دليل واضح على تراجع البنية السكانية بالمنطقة للأسباب السالفة الذكر.
التطور السكاني
التطور السكاني هو الزيادة الطبيعية في عدد السكان هذه الزيادة مرتبطة بإرتفاع عدد الولادات على حساب الوفيات , لكن بشكل عكسي فجماعة بومعيز هي تعرف تناقص سكاني خصوصا في الفترة مابين سنة 2004 و 2014 و المبيان التالي هو يوضح التطور السكاني بجماعة بومعيز.



  


 






المصدر : إنجاز شخصي بالاعتماد على معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى
الشكل رقم 2: تطور ساكنة الجماعة مابين 1994 و 2014
يتضح من خلال المبيان السالف أن الجماعة شهدت عموما إرتفاعا ملحوظا في نسبة التطور العام لساكنتها  حيث إنتقلت من 0,6 ،نسمة  مابين 1994/2004 لتنخفض  في ظرف عشر سنوات إلى 0,3 نسمة مابين 2004/2014 هذا تراجع سيؤثر سلبا على المنظومة  الفلاحية .
 الكثافة:
 تعتبر الكثافة السكانية من بين الوسائل التي يعتمد عليها في الربط بين علاقة الإنسان بالمساحة، ومعرفة مدى تركز أو تشتت الإنسان في مجال ترابي معين، وهل هناك ضغط على الموارد الطبيعية، فالكثافة السكانية بهذه الجماعة تصل إلى 164.17 نسمة/ كلم2.[12]
ج- البنيات العمرية:
فالبنية العمرية تشكل قاعدة لدراسة الخصائص الديموغرافية والسوسيو- اقتصادية للسكان، كما  تساعدنا على التعرف على التحولات السكانية العامة.[13]

الجدول رقم 3:البنيات العمرية لجماعة بومعيز حسب إحصاء 2014   
الفئة العمرية
الإناث
الذكور
المجموع
أقل من 14 سنوات
2160
2406
4566
15-40
4314
4343
8657
59-41
1913
1578
3491
أكثرمن 60
835
657
1492
المجموع
9222
8984
18206
            المصدر:عمالة سيدي سليمان
المصدر:إنجاز شخصي بالإعتماد على معطيات عمالة-سيدي سليمان
الشكل رقم 3: البنية العمرية حسب السن والجنس بجماعة بومعيز حسب إحصاء 2014 اا
  يظهرمن خلال ملاحظتنا للمبيان أعلاه  حسب إحصاء 2014، على أن الأطفال ما بين 0 و 14 سنة عدد الذكور يفوق عدد الإناث ، لكن في مرحلة الشباب مابين 15و40 سنة و التي هي الفئة النشيطة نسجل نفس الملاحظة ، لكن من سن 41 إلى 60 سنة سيصبح عدد الإناث أكبر من عدد الذكور و هذا مرده إلى إرتفاع نسبة العنوسة في صفوف الإناث و كذا هجرة الشباب و استقرارهم خارج تراب جماعة بومعيز.

III. المؤهلات السوسيو-اقتصادية و البنيات التحتية :

شكلت الدولة الفاعل الأساسي للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية منذ فجر الإستقلال و على هذا الأساس كان دورها فعالا في إعداد التراب و تنظيم المجال و لقد وضعت في هذه الإطار مجموعة من الوسائل و الأليات لبلوغ هذه الغايات .
في الميدان الإقتصادي فقد شكل القطاع العمومي قاطرة للتنمية الإقتصادية ، حيث حضي القطاع الفلاحي و خاصة في المناطق السقوية بإهتمام خاص في السياسة الإقتصادية للبلاد ، ناهيك عن الدور الذي لعبته الدولة في ميدان إنجاز التجهيزات التحتية و الإجتماعية الأساسية إلى أن حصيلة مجهودات الدولة رغم أهميتها لم ترق إلى حل إشكالية التنمية و خاصة بالعالم القروي[14]

التجهيزات سوسيو الثقافية والرياضية :

أما في ما يخص التجهيزات سوسيو الثقافية والرياضية ،تتوفر الجماعة على دارالشباب واحدة  بدوار اولاد موسى بن احسين على الطريق الاقليمية رقم : 4235،ىوملعبيين للرياضة ، دار الخدمات بدوار امزوك الرمل شيدت في إطار صندوق التنمية القروية ، لكن للأسف غير مجهزة.
أـ التجهيزات الصحية
         يعاني قطاع الصحة بجماعة بومعيز من تأخر كبير حيث نجد فقط مستوصفين و مركز واحد للولادة، و كذا سيارة إسعاف واحدة و موظفين ،الشيء الذي يصعب من استفادة المواطن من  هذه الخدمة الإجتماعية.
ب ـ جمعيات المجتمع المدني
-        الجمعيات: تتواجد بقيادة بومعيز 36 جمعية جلها ثقافية اجتماعية.[15]
 التعاونيات: تتواجد بهذه القيادة تعاونيتين لجمع وتسويق مادة الحليب وهما:
 التعاونية السعيدية
 التعاونية البلغيتية

خاتمة الفصل الأول:
من خلال دراستنا لمؤهلات جماعة بومعيز تبين لنا أنها تتوفر على ثروات طبيعية مهمة  مما يجعل منها منطقة ذات مؤهلات زراعية ، من الناحية الطبوغرافية فهي عبارة عن منطقة سهلية،  كما توجد بها موارد مائية مهمة سواء باطنية أو سطحية  بالإضافة إلى تربة خصبة و متنوعة كما تمتاز بموقع جغرافي إستراتيجي يجعل منها حلقة وصل بين مختلف المناطق على المستوى المحلي و الجهوي. إضافة إلى توفرها على دينامية سكانية مهمة تشكل الفلاحة  المورد الأساسي للإشتغال.



الفصل الثاني:
الأنشطة الفلاحية بالجماعة

 


مقدمة الفصل الثاني
يعتبر القطاع الفلاحي القلب النابض للجماعة،حيث تتوفر هذه الأخيرة على إمكانيات فلاحية هائلة (أراضي بورية وسقوية) وكذلك تربة خصبة ومتنوعة، ومناخ رطب متوسطي وكذا شبكة مائية مهمة  تجعل من الفلاحة نشاطا إقتصاديا مهما مؤهلا ليلعب دورا أساسيا في تنمية المنطقة حيث تقدر الأراضي الصالحة لزراعة بحوالي6450  هكتار[16].

Iـ المجال الزراعي.  

تشكل الزراعة بالجماعة وبالعالم القروي العمود الفقري للإقتصاد القروي وقد عرف هذا النشاط  تحولات مهمة مست مختلف الجوانب بدأت من نظام وسائل الإنتاج وعواملهن كما إستفادة الجماعة من الإصلاحات الهيدروفلاحية إلا وله إنعكاس كبير على ارتفاع المزروعات العمرية ذات القيمة التسويقية.

أنواع الزراعات السائدة بالمنطقة :( بورية أم سقوية)

تتوفر جماعة بومعيز على أراضي فلاحية خصبة ،تساهم الظروف الطبيعية والمناخية إلى حد كبير في فرض أنماط معينة من الإستغلال الفلاحي ، تبقى الفلاحة السقوية هي السائدة حيت تسود زراعة الأعلاف بكثرة تليها الحوامض،أما زراعات الشتوية ،القطاني والحبوب فتسود بالأراضي البورية حيث تعتمد في سقيها على مياه الأمطار والأودية،وتتميز الجماعة بزرعة الحوامض التي عرفت تقلبات خلال  5 سنوات الأخيرة نتيجة الظروف المناخية.

الجدول رقم4:  توزيع الأراضي بالجماعة حسب الأراضي السقوية والبورية  وحسب عدد الفلاحين.
عدد الفلاحة اللذين يعتمدون على البور
عد   الفلاحة اللذين يعتمدون السقي
المساحة البورية
المساحة السقوية
الجماعات
320
1326
920
5530
بومعيز
                                                                  المصدر :المكتب الجهوي للإسثمار الفلاحي                             
نلاحظ من خلال هذا الجدول أن مساحة الأراضي السقوية تصل إلى 5530 هكتار مقابل المساحات البورية التي تمثل 920هكتار، وعدد الفلاحين اللذين يعتمدون على السقي يبلغ عددهم 1326 فلاح وهي نسبة كبيرة مقارنة مع نسبة الفلاحين اللذين يعتمدون على البورحيث يمثلون 920 فلاح.

الإنتاجية الزراعية :

    تتوفر جماعة بومعيز على أهم المنتجات الزراعية تختلف أنواعها حسب المجال تعرف عدة اختلافات من حيث أنواع الزراعات لأن التربة والمناخ هما العاملان الأساسيان للتحكم في نوع النبات الذي يمكن أن يحظى بمجال معين[17].
الجدول رقم 5  :أنوع الزراعات

أنواع المزروعات
المساحة بالهكتار
الإنتاج بالطن

السقوية
البورية
السقوية
البورية
الحبوب
1120
1150
2240
2300
القمح
القمح الطري
الشعير
1100
20
ـ
1000
ـ
150
2200
40
-
2000
-
300
القطاني
50
50
50
100
الفاصوليا

50
50
50
100
السكر
3
-
180
-
قصب السكر
3
-
180
-
الأعلاف
920
-
72150
-
الفصة
الضيعات
70
850
-
8400
63750
-
التشجير
353
-
51528
-
الحوامض
الزهور
الزيتون
اخرى
100
106
103
44
-
46200
4240
824
264

-
الخضروات
32
85
1090
-
الخرشوف
البصل
القرعة
10
5
17
25
15
45
250
75
765
-
            المصدر :المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
            المصدر :المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
       الشكل رقم 4:إنتاجية المزروعات بالجماعة (بالطن)
يتبين من خلال المبيان على أن هناك تنوع في المزروعات وتفاوت الإنتاجية ،تعرف الجماعة إنتاجية مهمة بالنسبة لزراعة الأعلاف تقدر نسبتها 72150 طن التي تعتمد على القطاع السقوي تليها زراعة التشجير بنسبة مهمة ب51528 طن، أما فيما يخص الحبوب  نسبتها تصل 2240 طن بالقطاع السقوي أما بالقطاع البوري 2300 طن، لنجد في آخر المطاف الخضروات بنسبة جد ضئيلة،أما السكر والقطاني فهي شبه منعدمة ،وبما أن الجماعة يخترقها واد بهت هذا ما يدفع العديد من الفلاحين على الإعتماد على القطاع السقوي فعليه فإن إقليم سيدي سليمان عامة وجماعة بومعيز خاصة تتميز بزراعة الحوامض حيث يصل الإنتاج46200 طن التي تدخل ضمن تشكيلة التشجير وكذلك الأعلاف بنسبة مهمة،أما باقي الزراعات فهي تعرف إنخفاضا ملموسا وهذا راجع ربما إلى عدم تكيف بعض المزوعات مع الظروف المناخية الحالية.



الوضعية العقارية :

تتميز الوضعية العقارية عادة بتفاوتها حسب الملاك ويؤدي هذا التفاوت إلى ظهور طبقات متميزة تشكل هرم ما يدعى البنية العقارية[18]،وترجع الوضعية القانونية لأراضي لإقليم إلى أسباب تاريخية منذ فترة الحماية، ونميز بصفة عامة داخل الملك العقاري بالجماعة  أربعة أشكال من الملكية.
الملك الخاص: هي التي تخول لصاحبها حق الاستغلال بكامل الحرية بحيث يستطيع أن يبيعها أو يرهنها أو يكريها.
الإصلاح الزراعي:هو مجموعة الإجراءات التشرعية والتنفيدية التي تقوم بها السلطات العامة لإحداث تغيرات إيجابية في الحقوق المتعلقة بالأرض الزراعية من حيث ملكيتها وحيازتها والتصرف بها ،لينجم عن هذه التغيرات إلغاء إحتكار الأرض الزراعية أو تقلصه وضمان توزيع أكثر عدالة في الثروة والمدخول.
أراضي الجموع:هي ملكية للجماعات السلالية وتتميز هذه الأراضي بكونها غير قابلة للتقادم،ولا للحجز ولا للبيع بإستثناء الدولة ،الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية التي يمكنها إقتناء هذه الأراضي
ملك الدولة: وتتجلى في مختلف الأملاك التي حازتها الدولة وتتصرف فيها وفق مصلحتها دون اعتبار للقيود المرتبطة للمنفعة العامة، وتشرف على تحديد وتدبير هذه الأراضي مصالح تابعة للدول.
الجدول رقم 6 :أنواع الملكية العقارية بالهكتار ونسبتها المئوية
الوضعية القانونية للملكية
المساحة بـ (هـ)
النسبة %
الملك الخاص
4360
67
الأراضي الجماعية
700
11
الإصلاح الزراعي
40
1
ملك الدولة(DPE)
1400
21
المجموع
6500
100
المصدر :المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
        
                                        
   المصدر :المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
الشكل رقم 5: الوضعية القانونية للأراضي بالجماعة بومعيز

من خلال المبيان أعلاه نلاحظ على أن نظام الملكية يتميز بالتفاوت،حيث نجد هيمنة أراضي الملك الخاص التي تحتل الصدارة بنسبة  جد كبيرة تصل إلى 67% ,تليها أراضي ملك الدولة بنسبة تقدرب21%، أما بالنسبة لأراضي الجموع لا تمثل إلا 11% ،أما أراضي الإصلاح الزراعي فهي تأتي في مؤخرة الترتيب بنسبة جد ضئيلة 1 %.          

طرق وتقنيات الري بالجماعة

- السقي السطحي:
      لعـل أول طريقة اعتعمد عليها الإنسان منذ القديـم هي: السقي السطحي أو ما يعرف بالسقي الإنجذابي, وقد أدخل الإنسان عدة تغيرات على هذه التقنية بهدف تحسين مردوديتها واقتصاد المياه ومن بين أهم التعديلات التي أدخلت عليها هي تسوية الأرض, إنجاز شبكة من القنوات والأنابيب, وكان لتطور هذه التقنية دوراً كبيراً في تحسين المردودية, وتوفير كمية مهمة من الماء. ويمكن التمييز في السقي السطحي بين تقنيتيـن:
        
المصدر : بحث ميداني 2016
صورة رقم 1 : السقي الخطي

       - السقي الخطي :
     وهي عملية تتطلب في البداية تجهيزات كبرى بدءا من تسوية الأرض, وتهيئة التربة إلى تقسيم الحقل إلى مجموعة من الخطوط, وذلك لنقل المياه من القناة الرئيسية إلى كل أجزاء القطعة المجهزة, هذه التقنية لها إيجابيات مهمة إذ تمكن من تسهيل عملية السقي, إلا أنه طرح أمامها عدة مشاكل مثل: عدم التجانس الذي يحصل سواء على مستوى العمق أو على مستوى السطح, إذ أن هذه التقنية بعد تجارب عديدة أثبتت أنها تتسبب في ضياع قسط من المياه (الضياع الجانبي والباطني). لكن رغم ذلك لها خصوصياتها وأيجابياتها.
       - السقي بالأحواض:
     وهي عملية شبيهة بالأولى, إلا أن الإختلاف هذه المرة يكمن في كون هذه التقنية تقسم الحقل إلى مجموعة من الأحواض يتم ملئ الواحدة تلو الأخرى, إلا أن هذه التقنية لا تصلح لكل الزراعات وخاصة منها تلك التي يمكن زرعها بشكل خطي, ومن أهم سلبياتها أنها تتسبب في غسل التربة من الأملاح والمواد العضوية إلا أنها عملية سهلة لا تحتاج إلى إلمام مهم بتقنيات السقي.



صورة رقم 2: السقي بالأحواض

المصدر: بحث ميداني 2016
 


من المشاكل التي تطرح أمام تقنية السقي السطحي (الخطي والربطة) تكمن في طول الخطوط وحجم الأحواض, إذ كلما كان الخط طويلاً, كلما أصبحت عملية نقل المياه على الخط جد صعبة. وبالتالي يحدث تسرب جانبي وباطني مهم يتسبب في ضياع كمية مهمة من المياه, كما أن الأحواض على اختلاف حجمها تتسبب في ضياع جد مهم.
السقي الموضعي (الميكروزي):
     هو أحدث التقنيات وأنجعها, أي نقطة نقطة, تمكن هذه التقنية من نقل المياه من محطات الضخ إلى جذور النباتات بتصريف ضئيل وضغط ضعيف, ولهذا فهي تمكن من إقتصاد كمية مهمة من الماء, وتمكن من إشباع حاجيات النباتات بشكل مستمر ومتراتب, إلا أن المشكل الذي يطرح على مستوى هذه التقنية, هو ارتفاع تكلفة التجهيز, ويتطلب مساحات شاسعة, إضافة إلى كونها تستعمل في الزراعات التسويقية ذات المردودية العالية والعائدات المهمة. وقد عرف هذا النوع من السقي تطوراً ملحوظ نتيجة الجفاف الذي عرفته فترة الثمانينات وبداية التسعينيات كظهور أسلوب التنقيط تحت الأرض, وأسلوب الرشاشات الدقيقة.

                             المصدر: بحث ميداني 2016
صورة رقم 3: السقي الموضعي (الميكروزي)

5ـ القطاعات الإنتاجية :

  تهتم  المنطقة بهذا النشاط بشكل كبير ويعتبر هذا النشاط مصدر الثروة بالمنطقة لأنه يخصص لصاحبه مكانة جيدة داخل الجماعة  ويختلف  هذا النشاط بالمنطقة حيث نجد أصناف عدة .
أـ تربية الماشية
        فيما يخص تربية الماشية، فإن هذا القطاع يحظى بعناية كبيرة من طرف سكان الجماعة  فلا تكاد تخلو أسرة من حيازة رأس أو عدة رؤوس من  الغنم أو البقر، فالماشية أساسا تشكل موردا رئيسيا تعتمد عليه الأسر لسد حاجياتها (لحم، صوف، حليب...) ولقضاء مآربها عن طريق بيع جزء من القطيع أو من المنتوج الحيواني كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ويبين الجدول التالي نوعية الماشية المعتمدة بالجماعة.
جدول رقم 7: توزيع المواشي بجماعة بومعيز.
نوعية الماشية
عدد رؤوس القطيع
الأبقــــار
8300
الأغنـــــام
8000
المعــــــز
600
الخيـــــول
850
المجـمــــوع
17750
المصدر: المركز الجهوي للإستثمار الفلاحي

صورة رقم 4: تربية الماشية
المصدر: بحث ميداني 2016
من خلال الجدول يتضح لنا أن تربية الماشية تحضى بإهتمام كبيرا حيث وصل مجموع القطيع إلى 17750 رؤوس منها 8000 رأس من الأغنام و8300 من الأبقار في حين تبقى تربية الخيول و المعز ضعيفة شيء ما، حيث لا يتجاوز  عدد القطيع 850 رأس من الخيول و600 رأس من المعز.
ب ـ تربية النحل
                                                                               المصدر: بحث ميداني 2016
صور رقم 5 : تربية النحل
يزاول المواطن المحلي بالجماعة أنشطة فلاحية متعددة من ضمن هذه الأنشطة تربية النحل حيث يصل مجموع الخليات 2100[19] ،وهذا يساهم من إيجاد بديل إستراتيجي لرفع من المدخول اليومي للمواطن وكذا التنمية المحلية بصفة عامة.
خاتمة الفصل الثاني
نخلص في نهاية هذا الفصل إلى أن جماعة بومعيز تعرف تنوع الأنشطة الفلاحية بين ماهو سقوي و بوري و كذا القطاعات الإنتاجية البديلة ،كتربية المواشي و النحل هذا التنوع هو ينعكس إيجابا على دينامية الإقتصاد المحلي و كذا تنوع المشهد الطبيعي ككل.
إشكالية تمهيدية:
من خلال ما سبق تبين لنا جليا على أن أغلب الفلاحين لا يحققون الإكتفاء الذاتي إنطلاقا من نشاطهم الفلاحي مما آثار لنا مجموعة من التساؤلات حول طبيعة هذا الخلل .هل لتدهور التربة بالمناطق دور في تراجع الإنتاجية؟وهل للتغيرات المناخية آثار كبيرة على هذه الوضعية السوسيوـ اقتصادية الهشة ومن خلال هذه الإشكاليات سوف نقوم بالربط بينها وبين المعطيات العامة للموضوع من خلال الفصل الثالث الفلاحة وعلاقتها بالتغيرات المناخية؟




الفصل الثالث:
الفلاحة والتغيرات المناخية

 


مقدمة الفصل الثالث:
التغير المناخي ظاهرة كونية استأثرت بإهتمام كبير من طرف الباحثين و الإعلام، الذي أفرد لها حيزا واسعا في برامجه التي تناقش  أسباب هذه الظاهرة العالمية و يمكن تعريف التغيرات المناخية حسب التعريف الوارد في إتفاقية الامم المتحدة" أنها كل تغير في المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري الذي يؤدي إلى تغيير في تكوين الغلاف الجوي الذي يلاحظ على فترات زمنية" ، و بحكم موقع المغرب الجغرافي و المناخي المتراوح بين المناخ المعتدل و المناخ المدراي الجاف ،فإنه يصنف حسب النماذج المناخية العالمية من البلدان الأكثر عرضة لهذه التغيرات و قد وضعت مجموعة من السيناريوهات و الإسقاطات المستقبلية الحالية لتطور مناخ المغرب في القرن 21 أنه قد يعرف حرارة مرتفعة عن المعدلات العادية و كذا الجفاف متوالي، الشيء الذي قد يؤثر على مختلف المجالات الحيوية لاسيما الفلاحة بإعتبارها قطاع أساسيا في المنظومة الإقتصادية الوطنية حال جماعة بومعيز و التي هي المحور الرئيسي في بحثنا.

Iـ الخصائص المناخية :

يشكل المناخ عنصرا أساسيا و متحكما في مختلف الأنشطة الإقتصادية ،بما فيها الفلاحة حيث تعتمد هذه الأخيرة في تطورها على توفر كل العناصر و الظروف المناخية خاصة الحرارة و التساقطات   بشكل كافي بإعتبارهما أساس دورة الماء في الطبيعة,حيث أن أي خلل في المعدلات المناخية هو ينعكس سلبا على هذا القطاع الإقتصادي الهام( الفلاحة).

التساقطات:

تمثل التساقطات مجموع كمية الأمطار المتهاطلة خلال السنة، وتختلف هذه الكمية باختلاف فصول السنة وكذلك باختلاف النطاقات المناخية حسب خطوط العرض.
أ ـ التوزيع السنوي للتساقطات
تشكل التساقطات أساس الحياة وكذا أساس نمو تطور كل عناصر المنظومة البيئية بما فيها الفلاحة، و تتميز التساقطات بالمغرب بالتفاوت على مستوى التوزيع زمنيا و مكانيا , و جماعة بومعيز باعتبارها جزء لايتجزأ من التراب الوطني فهي تعرف تواتر كميات مهمة من التساقطات تختلف حدتها من سنة إلى أخرى.
المصدر:إنجاز شخصي بالاعتماد على معطيات المكتب الجهوي اللإسثمار الفلاحي
الشكل رقم 6: توزيع التساقطات السنوية ما بين 1987ـ 2010

من خلال المبيان أعلاه نلاحظ على أن التساقطات  بإقليم سيدي سليمان و منه بجماعة بومعيز تعرف إختلافا  من حيث المعدلات السنوية من سنة إلى أخرى,حيث نجد في سنة 1998-1999 قد سجلت أخفض معدل الذي وصل إلى 200 ملم كذلك فترة التسعينات في مجملها عرفت تذبذبا واضحا على مستوى الموارد المائية السطحية بالإقليم , أما في السنوات الرطبة التي عرفت فيها كمية التساقطات إرتفاعا كبيرا فهي من سنة 2008 إلى سنة 2010 حيث عرفت جهة الغرب في معظم مناطقها فياضانات كبيرة جراء غزارة الأمطار و إمتلاء السدود خاصة سد الوحدة المشيد على واد ورغة الشيء الذي أدى إلى غمر الأراضي الفلاحية و إختناق المغروسات و المنتوجات الفلاحية ، و نظرا لكون جماعة بومعيزتنتمي إلى سهل الغرب ذو الطبيعة الطبوغرافية المنبسطة   فقد عرفت كذلك فياضانات نظرا لإختراق أحد روافد واد سبو الذي هو واد بهت فقد عرفت المنطقة أضرارا كبيرة على مستوى الجانب الفلاحي و كذا البنيات التحتية الأساسية .                                                             
ب ـ التوزيع الشهري للتساقطات
      يقصد بنظام التساقطات الكمية التي تتوزع بها التساقطات خلال شهور السنة، ويلاحظ أن إقليم سيدي سليمان يتميز بعدم الانتظام في التساقطات من شهر إلى آخر، فالشهر الأكثر مطرا هو شهر دجنبر حيث أن معدل الأمطار به يصل إلى 77ملم، بينما  فترة الجفاف هي نسبيا طويلة تمتد من شهر ماي إلى شهر شتنبر خلال هذه الفترة فسقوط الأمطار لا تتجاوز 5 ملم[20].
ج ـ توزيع الفصلي للتساقطات
    يعرف التوزيع الفصلي للتساقطات اختلاف كبير في كمية التساقطات المطيرة حيث يوجد تناقض كبير بين فصلي الشتاء والصيف، أما فصلي الخريف والربيع فهما انتقاليان.
فصل الخريف
      تسجل فيه كمية مهمة من التساقطات إلى جانب فصل الشتاء، ويعتبر بداية الموسم الفلاحي بالإقليم إذ أن التساقطات الخريفية لها دور كبير في تسهيل عملية الحرث.
 فصل الشتاء
      تسجل به أكبر كمية من التساقطات المطرية يكون هذا الفصل أكثر رطوبة مقارنة مع باقي الفصول.
فصل الربيع
    تكون المزروعات خلاله  في حاجة ماسة إلى التساقطات إلا أن هذه التساقطات تكون ضعيفة مقارنة مع فصلي الصيف والشتاء.
فصل الصيف
      يتميز هذا الفصل بارتفاع درجة الحرارة وقلة التساقطات إن لم نقل تنعدم مقارنة مع باقي الفصول وبذلك يتبين أن فصل الشتاء والخريف يسجلان أعلى معدل من التساقطات  وأدناه تسجل في فصل الصيف.

الخصائص الحرارية :

      تعتبر الحرارة معيار أساسي لمعرفة نوعية المناخ ، واختلاف المعطيات وتميزها جعلنا نقوم بمقارنة المعطيات الحرارية ومدى اختلافها سواء تعلق الأمر بالحرارة القصوى و الدنيا و كذا متوسط الحرارة .
المصدر:إنجاز شخصي بالاعتماد على معطيات المكتب الجهوي اللإسثمار الفلاحي
شكل رقم 7 :توزيع السنوي للحرارة مابين 2010-1987               

                 من خلال المبيان أعلاه نلاحظ على أن متوسط الحرارة السنوي ،من سنة 1987 إلى منتصف التسعينات عرف تخبط طفيف ، لكن من سنة 1995 إلى سنة 1998 عرف متوسط الحرارة إرتفاعا ملحوظا تزامن مع الفترة المناخية الجافة التي عرفها المغرب آنذاك ، ليعاود نفس المتوسط الإنخفاظ إلى حدود 19 ، لكن إجمالا يمكن القول على ان سنة 2002-2001 تعتبر الفترة التي عرف فيها المتوسط السنوي الحراري إرتفاعا كبيرا ,قابله إنخفاظ حاد في كمية التساقطات، أما من 2004 إلى 2006 فقد سجلت هذه الفترة إنخفاظ مهما في نفس المتوسط ليعادود التخبط بين الإرتفاع و الإنخفاظ بشكل طفيف و غير حاد إلى حدود سنة 2011.
أ ـ الحرارة القصوى
الحرارة القصوى هي أقصى كمية تسجل عندما تكون الشمس متعامدة مع الأرض أي عند فترة الزوال و تكتسي دراسة الحرارة أهمية كبرى، فهي تساعد على قيام الحياة على سطح الكرة الأرضية. تتحكم الحرارة في العديد من النشاطات الاقتصادية التي يقوم بها الإنسان.
                                                                      المصدر:إنجاز شخصي بالاعتماد على معطيات المكتب الجهوي اللإسثمار الفلاحي
شكل رقم 8:توزيع الحرارة القصوى مابين 2010-1987
من خلال المبيان أعلاه نلاحظ على أن الحرارة القصوى من سنة 1987 إلى سنة 2000 لم تتعدى27  حيت تميزت بالتخبط بين الإرتفاع و الإنخفاظ بصورة عادية و غير مؤثرة ، لكن من سنة 2001 عرف درجة الحرارة القصوى إرتفاعا لي يصل إلى أقصى معدل سنة 2002 28 ، ليعاود مسلسل الإنخفاظ التدريجي بتوالي السنوات ليصل إلى أقصى معدل سنة 2005 24 C° ، ليرتفع مجددا إلى سنة 2007 إرتفاعا ملحوظا ، أما من سنة 2007 إلى 2009 فقد تميزت هذه الفترة بإستقرار  في سياق مناخي عام ، لكن فترة 2009 -2010 عرفت درجة الحرارة القصوى إرتفاع مهم ، إذن في مجمل القول فإقليم سيدي سليمان و منه جماعة بومعيز عرفت خلال هذه السنوات إختلاف درجة الحرارة القصوى بإرتباط وثيق مع التغيرات الطبييعة العادية أو في بعض الأحيان بإرتباط مع التغيرات المناخية الكونية.
ب ـ الحرارة الدنيا
تسجل عند الصباح أي مابين 4 و 5 صباحا حيث أن الأرض تستوفي كل الأشعة، التي إكتستبتها خلال النهار.
المصدر:إنجاز شخصي بالاعتماد على معطيات المكتب الجهوي اللإسثمار الفلاحي
شكل رقم 9: توزيع الحرارة الدنيا مابين 1987ـ 2010

من خلال المبيان أعلاه يتبين  أن الحرارة الدنيا ، عرفت  بعض التذبذبات من سنة  لأخرى حيث سجلت أدنى  حرارة سنة 2001 و أقصى حرارة سنة 1996-1997و 2004-2005 ، لتعرف ذلك شبه إستقرار إلى حدود سنة 2010.

أثار التغيرات المناخية على الموارد المائية و الإنتاج الفلاحي.

        بما أن الموقع الجغرافي للمغرب يساهم في الدورة الهوائية العامة للسطح بدور بارز في تحديد أهم الخصائص المناخية للبلاد، خاصة ما يتعلق بالحرارة والتساقطات التي تتميز في عموميتها بالتباين بين مختلف جهات البلاد ففي الأونة الآخيرة عرف المغرب  عدة تغيرات مناخية ساهمت بشكل كبير في التأثير على الموارد المائية، مما إستلزم التدخل عبر مجموعة من الأليات و التدابير سواء من طرف الدولة أو الأفراد من اجل تجاوز هاته الإكراهات[21].
أمام هذه الوضعية الحرجة المتسمة بالهشاشة وكثرة الضغط، فإن الإسقاطات المستقبلية ترى أن الرصيد المائي سيتضرر أكثر بالتقلبات المناخية المرتقبة في القرن 21  بفعل الإحترار والتجفيف. فمن المحتمل أن تتراجع هذه الموارد المحدودة أصلا خلال الربع الأول من القرن 20.
على مستوى جماعة بومعيز ، فمن خلال الإحصاءات الرسمية المتعلقة بكمية التساقطات السنوية من سنة 1987 إلى سنة 2010  ، لاحظنا أن هناك تراجع مهم لهذه الكمية الشيء الذي ينعكس على دينامية الجريان السطحي خصوصا واد بهت و روافده الثانوية ،حيث يلعب أدوارا طلائعية في تطور المنظومة الفلاحية السقوية المحلية ، كذلك مجموعة من الأبحاث و الدراسات الأكاديمة حول جهة الغرب خلصت إلى تراجع كمية الموارد المائية كما و كيفا إضافة إلى تراجع الفرشة الباطنية بشكل خطير ، هذه الخلاصات هي تنطبق لا محالة على منطقة بومعيز بإعتبارها مجال ترابي تتشارك في نفس الخصائص الطبيعية للغرب ، و يعزى هذا التراجع للموارد المائية إلى مشكل الإستنزاف و الضغط لكن يبقى للتغيرات المناخية المتمثلة في تواثر الجفاف و إرتفاع حدة التشميس الأثر الكبير على هذه الموارد و بالتالي نضوب العديد من العيون و جفاف محاور الشبكة الهيدروغرافية الرئيسة ، الشيء الذي ينعكس على القطاع الفلاحي من خلال  تدهور خصوبة التربة و تراجع المادة العضوية المرتبطة بإنعدام الغطاء النباتي، تراجع إنتاجية المغروسات ، و الحبوب و كذا الزراعات المعاشية (القطاني ...) إضافة إلى تراجع إنتاجية قصب السكر، هذا تبين لنا جليا في الميدان من خلال إستجاوبنا لمجموعة من الفلاحين الأقارب ،حيث جل كلامهم يخلص إلى تراجع حجم الإنتاجات في السنين الأخيرة بسبب تراجع العنصر المهم الذي هو الموارد المائية ، و بالتالي بروز مشاكل إجتماعية خطيرة كالهجرة و إرتفاع عتبة الفقر في غياب شبه تام لمساعدة الدولة في هذا الجانب حسب تعبيرهم.

التدابير المتخدة في القطاع الفلاحي من طرف الدولة للتكيف مع التغيرات المناخية

تتأثر الفلاحة المغربية بشكل كبير بالتغيرات المناخية، لذلك تعتبر إحدى القطاعات الأساسية التي ساهمت في صياغة وبلورة المخطط الوطني لمكافحة الاحترار المناخي وتداعياته. في هذا الصدد قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري،بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي،بتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها للتكيف مع هذه المشكلة الطبيعية [22] ومنها:
تقيم آثر التغير المناخي على الإنتاج الفلاحي.
تعزيز القدرة على التكيف لدى سكان الأرياف المعرضين لأخطار التغير المناخي.
تطوير أنظمة فعالة لتتبع تطور الإنتاج الفلاحي، ووضع نظام للإنذار المبكر بالقطاع الفلاحي.
تشجيع استعمال أصناف جديدة من القمح الهش متأقلمة مع الجفاف ومقاومة للأمراض والطفيليات.
تحسين الإنتاج من خلال تطبيق تقنيات جديدة لزرع البذور بالمناطق شبه الجافة.
تنمية زراعة الصبار من خلال إنتاج أنواع جديدة وتحسين تقنياته الزراعية بهدف محاربة التصحر.
اللجوء إلى تقنية تجميع مياه الأمطار واستعمالها في السقي بالمناطق الجافة.
السهر على تنفيذ مخطط المغرب الأخضر لسنة 2009 من خلال تطبيق ما يلي:
تعديل البرنامج الزمني الفلاحي وإستخدام البذور واختيار الأصناف المتأقلمة مع المناخ الجاف واللجوء إلى الري التكميلي في الزراعة البورية وتكثيف ري الزراعات المسقية، وتعميم استعمال التقنيات الجديدة في الري التي تساعد على إقتصاد الماء، وتحسيس الفلاحين بأهمية إقتصاد الماء ثم العمل على حماية وتجديد التراث الغابوي، وحماية قطيع المواشي.
خاتمة الفصل الثالث
المجال المغربي عموما وجماعة بومعيز بشكل خاص هي شديدة التأثير بالتغيرات المناخية حيث يتمثل إنعكاس هذه الظاهرة على مختلف المؤهلات الحيوية لاسيما الموارد المائية بإعتبارها الركيزة في تطور وإزدهار أي إقتصاد، بالرجوع إلى المجال المدروس نجد على أن من سنة 1987 إلى سنة 2010 الحرارة والتساقطات يعرفان تغيرات مهمة في بعض السنوات كانت غير عادية خاصة في فترة التسعينات التي عرف المغرب في هذه الفترة فيها جفاف حاد هذا التغير المناخي إنعكس لامحال على الجماعة وبالتالي تراجع مهول في حجم الإنتاجيات الفلاحية مما حدا لدولة على إعتماد مقاربات مندمجة  لمواجهة هذا التغير المناخي الكوني.



خاتمة عامة: 
 تزخر جماعة بومعيز بثروة طبيعية هائلة نظرا لكونها تنتمي إلى سهل الغرب من الناحية الطبوغرافية فهي عبارة عن منطقة منبسطة ،تتوفر كذلك على موارد مائية  مهمة سواء السطحية أو الباطنية فمختلف الأنشطة الإقتصادية ترتبط بالموارد المائية وخصوصا القطاع الفلاحي،كما تحتوي بومعيز على تربة خصبة ومتنوعة مما يجعلها تحتل مكانة متميزة نظرا لتوفرها على إمكانيات فلاحية هائلة سواء أراضي بورية أم سقوية ومناخ رطب يجعل من الفلاحة نشاطا إقتصاديا مهما يستوعب موارد بشرية مهمة من حيث الحجم والنوعية التي ترتبط بالخبرة رغم هذه المؤهلات هناك عدة إكراهات تتمثل في التغيرات المناخية التي يعرفها  العالم وكذلك المغرب فالجماعة  هي جزء لايتجزء من التراب الوطني فهي تعرف تواثر كميات مهمة من التساقطات تختلف حدتها من سنة لأخرى وكذلك تواثر الجفاف وإرتفاع حدة التشميس له آثار كبيرة على الموارد وبالتالي نضوب عدة عيون وجفاف محاور الشبكة الهيدروغرافيا الرئيسية الشئ الذي ينعكس على هذا القطاع من خلال تدهور خصوبة التربة مما يؤدي إلى تراجع إنتاجية المغروسات والحبوب وكذا الزراعات المعيشية لدى يضطر العديد من الفلاحين لإقتناء الحبوب لعدم تحقيق الإكتفاء الذاتي ودفعهم للبحث عن حلول ملائمة لمواكبة هذا التغير المناخي العالمي  لهذا يجب إتخاذ مجموعة من التدابير للحد من تفاقم الإكراهات المناخية التي يعاني منها القطاع الفلاحي من خلال استيراد بعض المزروعات التي تتأقلم مع الظروف المناخية الحالية وكذلك اعتماد على الزراعة المغطات من أجل إعطاء مردودية مهمة ويبقى السؤال المطروح ما مدى قدرة المجال على التأقلم مع التغيرات المناخية ؟



لائحة الخرائط:
الرقم
العنوان
الصفحة
الشكل رقم 1
توطين جماعة بومعيز ضمن جهة الغرب شراردة بني حسن
2
الشكل رقم 2
خريطة طوبوغرافية لجماعة بومعيز إقليم سيدي سليمان
7
الشكل رقم 3
خريطة أنواع التربة
11
لائحة المبيانات:
الرقم
العنوان
الصفحة
الشكل رقم 1
أصناف التربة بجماعة بومعيز
9
الشكل رقم 2
تطور ساكنة الجماعة ما بين 1994 ـ 2014
15
الشكل رقم 3
البنيات العمرية حسب السن والجنس بجماعة بومعيز حسب إحصاء 2014
16
الشكل رقم 4
إنتاجية المزروعات بالجماعة بالطن
21
الشكل رقم 5
الوضعية العقارية للأراضي بجماعة بومعيز
23
الشكل رقم 6
توزيع التساقطات السنوية ما بين 1987 ـ 2010
30
الشكل رقم 7
التوزيع السنوي للحرارة ما بين 1987 ـ 2010
32
الشكل رقم 8
توزيع الحرارة القصوى ما بين 1987 ـ 2010
33
الشكل رقم 9
توزيع الحرارة الدنيا ما بين 1987 ـ 2010
34
لائحة الجداول:
الرقم
العنوان
الصفحة
الجدول رقم 1
أنواع التربة بجماعة بومعيز
10
الجدول رقم 2
الصبيب العام ومتوسط الصبيب لواد بهت بالمتر مكعب في الثانية
13
الجدول رقم 3
البنيات العمرية لجماعة بومعيز حسب إحصاء 2014
15
الجدول رقم 4
توزيع الأراضي بالجماعة حسب الأراضي السقوية والبورية وحسب عدد الفلاحين
19
الجدول رقم 5
أنواع الزراعات
20
الجدول رقم 6
أنواع الملكية العقارية بالهكتار ونسبها المئوية
22
الجدول رقم 7
توزيع المواشي بجماعة بومعيز
26
لائحة الصور:
الرقم
العنوان
الصفحة
الصورة رقم 1
السقي الخطي
24
الصورة رقم 2
السقي بالأحواض
24
الصورة رقم 3
السقي الموضعي
25
الصورة رقم 4
تربية الماشية
26
الصورة رقم 5
تربية النحل
27
                                                           
الـبـيـبـلـيـوغــرافـيــــــا

لائحة المراجع باللغة العربية:
مونوغرافية جماعة بومعيز
بلفقيه محمد 1988، أوليات في الجغرافيا الزراعية، الطبعة الثانية، ص53.
عبد الله الصدقي، إعداد التراب والتنمية المحلية بجماعتي مناصرة بنمنصور إقليم القنيطرة، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا، ابن طفيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
سعيد الهينا، آثار التغيرات المناخية على البيئة المغربية والتدابير المتخذة على مستوى الميثاق الوطني للبيئة المستدامة لمواجهتها، بحث لنيل شهادة الماستر، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الدار البيضاء.
الحوار الوطني حول إعداد التراب الوطني للغرب.
لائحة المراجع باللغة الفرنسية:
Balaghi R, Jlebene. Benaouda H, Kamil. H . Debbarhy 2011, projet d’intégration du changement climatique dans la mise en œuvre du Maroc vert (piccPMV). INRA Agence pour le Développement Agricole Maroc. Page 98.
بعض المصالح الإدارية المعتمد عليها في البحث :
المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي سيدي سليمان ـ القنيطرة.
العمالة سيدي سليمان ـ القنيطرة.
مصلحة المياه.
مصلحة المياه والغابات.
الوكالة الحضرية.
المندوبية السامية للتخطيط.
                                                                                                                                                                                        
         الفهـــــــــــــــــرس

تقديم عام................................................................................................................................. 1
الإشكالية.................................................................................................................................. 3
دوافع اختيار موضوع البحث........................................................................................................ 3
منهجية البحث........................................................................................................................... 3
الفصل الأول : المؤهلات الطبيعية و البشرية..................................................................................... 5
مقدمة الفصل............................................................................................................................ 6
I. المؤهلات  الطبيعية................................................................................................................. 6
1. المؤهلات الطبوغرافية و الجيولوجية.......................................................................................... 6
أـ الطبوغرافية والهيدروغرافية..................................................................................................... 6
ب ـ الجيولوجية......................................................................................................................... 6
2ـ المناخ................................................................................................................................. 8
أ- التساقطات............................................................................................................................ 8
ب- الحرارة.............................................................................................................................. 8
ج- الرياح................................................................................................................................ 8
3- التربة................................................................................................................................. 9
4- الغطاء الغابوي................................................................................................................... 11
5- الهيدرولوجية..................................................................................................................... 12
أ- الموارد المائية السطحية......................................................................................................... 12
ب- الموارد المائية الباطنية........................................................................................................ 13
II- المؤهلات البشرية.............................................................................................................. 14
1- السكان.............................................................................................................................. 14
أ- التطورالسكاني..................................................................................................................... 14
ب- الكثافة.............................................................................................................................. 15                                                                                  
ج- البنيات العمرية................................................................................................................... 15
III- المؤهلات السوسيو-اقتصادية و البنيات التحتية........................................................................ 16
1. التجهيزات السوسيو-ثقافية و الرياضية بالجماعة........................................................................ 17
أ- التجهيزات الصحية................................................................................................................ 17
ب- جمعيات المجتمع المدني....................................................................................................... 17
خاتمة الفصل الأول................................................................................................................... 17
الفصل الثاني: الأنشطة الفلاحية................................................................................................... 18
مقدمة الفصل الثاني.................................................................................................................. 19
I- المجال الزراعي................................................................................................................... 19
1- انواع الزراعات السائدة بالمنطقة   (بورية أو سقوية)................................................................... 19
الإنتاجية الزراعية.................................................................................................................... 20
3- الوضعية العقارية................................................................................................................ 22
4- طرق وتقنيات الري.............................................................................................................. 23
5- القطاعات الانتاجية............................................................................................................... 26
أ- تربية الماشية...................................................................................................................... 26
ب- النحل............................................................................................................................... 27                                                               
خاتمة الفصل.......................................................................................................................... 27
الفصل الثالث:الفلاحة والتغيرات المناخية....................................................................................... 28
مقدمة الفصل الثالث.................................................................................................................. 29
I- الخصائص المناخية.............................................................................................................. 29
1- التساقطات......................................................................................................................... 29
أ- التوزيع السنوي للتساقطات..................................................................................................... 29
ب- التوزيع الشهري للتساقطات................................................................................................... 30
ج- التوزيع الفصلي للتساقطات.................................................................................................... 31
2- الخصائص الحرارية............................................................................................................. 31
أ- الحرارة قصوى.................................................................................................................... 32
ب- الحرارة دنيا....................................................................................................................... 33
3- أثار التغيرات المناخية على الموارد المائية و الإنتاج الفلاحي......................................................... 34
التدابير المتخدة في القطاع الفلاحي من طرف الدولة للتكيف مع التغيرات المناخية.......... 35
خاتمة الفصل الثالث.................................................................................................................. 36
خاتمة عامة............................................................................................................................ 37








[1]  - مونوغرافية جماعة بومعيز.
[2]  - المكتب الجهوي  اللا ستثمار الفلاحي
[3]  - عمالة سيدي سليمان
[4]  - المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي-سيددي سليمان
[5] ـ عمالة القنيطرة
[6]  - مختبر التربة للنباتات التابع للمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي
[7]  - المكتب الجهوي للاستثمار ألفلاحي
[8]  - مصلحة المياه والغابات
[9] - المديرية الجهوية للتجهز (مصلحة المياه).
[10]  - مصلحة المياه والغابات
 [11]  - الحوار الوطني حول إعداد التراب الوطني        
[12]  - مندوبية التخطيط القنيطرة
[13]  - عمالة سيدي سليمان
[14]  - إعداد التراب و التنمية المحلية بجماعتي المناصرة و بنمنصور (إقليم القنيطرة) بحث لنيل الدكتوراه في الجغرافية , كلية الأداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة ص )143).
[15]  - مونوغرافية جماعة بومعيز
[16] ـ المكتب الجهوي اللإستثمار الفلاحي
[17]  - مونوغرافية جماعة بومعيز
[18]  - بلفقيه محمد، (1988)، أوليات في الجغرافية الزراعية، الطبعة الثانية، ص 53.
[19] -مونوغرافية الجماعة
[20]  - عمالة القنيطرة

[21] - سعيد الهينا  أثارالتغيرات المناخية على البيئة المغربية والتدابيرالمتخدة على مستوى الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة لمواجهتها بحث  لننيل شهادة ماستر جامعة الحسن الثاني لمحمدية الدار البيضاء.
[22]- Balaghi R, Jlebene. Benaouda H, Kamil. H . Debbarhy 2011, projet d’intégration du changement climatique dans la mise en œuvre du Maroc vert (piccPMV). INRA Agence pour le Développement Agricole Maroc. Page98.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة